من نام عن صلاة الوتر

ام أيمن كتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
ورد سؤال من إحدى الأخوات تقول أنها نامت عن صلاة الوتر
فهل تصليها في نهار اليوم الثاني؟ وكيف توفق بين قوله صلى الله عليه وسلم لاوتران في يوم وبين قوله صلى الله عليه وسلم " من نام عن وتره أو نسيه ؛ فليصله إذا ذكره"؟
جزاك الله خيرا ورزقك الفردوس الأعلى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسم الله الرحمن الرحيم
أختى الكريمة / أم أيمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــــــــــــد
اعلمى رحمنى الله وإياك أن
صلاة الوتر سنة مؤكدة ، ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها ، فمن يصليها تارة ويتركها أخرى لا يؤاخذ على تركها ، والمحافظة على صلاة الوتر أفضل وأولى ، ويجوز لمن فاتته صلاة الوتر أن يصلي بدلها من النهار ما فاته شفعا ، حيث أنه لايجوز أن يصلى المسلم وترا بالنهار ووترا بالليل ، فوتر النهار صلاة المغرب ووتر الليل ركعة الوتر ، هذا كما جاء فى الجامع الصغير بسند صحيح من حديث عبد الله ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة المغرب وتر النهار " .
وعنده عن عبد الله بسند صحيح أيضا : " المغرب وتر النهار فأوتروا صلاة الليل " .
وعند البخارى ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة " .
ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا فاتته صلاة الليل وصلاة الوتر لم يصلى فى النهار إلآ شفعا كما جاء عند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة " .
وعلى هذا إذا كانت عادة المصلى في الليل إحدى عشر ركعة فنام عنها أو شغل عنها بشيء شُرع له أن يصلي من النهار ثنتى عشرة ركعة يسلم بعد كل اثنتين منها ، وإذا كانت عادته أن يصلى سبعا ففاتته صلى ثمانية يسلم بعد كل اثنتين . وهكذا إذا كانت عادته أن يصلى ثلاثا ففاته ذلك صلى أربعا يسلم بعد كل اثنتين ، وهذا غير ملزم له لأن ذلك على الندب يحمل .
واعلمى رحمنى الله وإياك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لاوتران فى ليله " . كما صح عنه ذلك عند السيوطى بهذا اللفظ من حديث طلق بن على ، وكذلك عند الترمذى والنسائى وأبوداود واللفظ له وصححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث قيس بن طلق قال : زارنا طلق بن علي في يوم من رمضان وأمسى عندنا وأفطر ثم قام بنا الليلة وأوتر بنا ثم انحدر إلى مسجده فصلى بأصحابه حتى إذا بقي الوتر قدم رجلا فقال أوتر بأصحابك فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا وتران في ليلة " .
قال أبو عيسى الترمذى : هذا حديث حسن غريب واختلف أهل العلم في الذي يوتر من أول الليل ثم يقوم من آخره فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم نقض الوتر وقالوا يضيف إليها ركعة ويصلي ما بدا له ثم يوتر في آخر صلاته لأنه لا وتران في ليلة وهو الذي ذهب إليه إسحق وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إذا أوتر من أول الليل ثم نام ثم قام من آخر الليل فإنه يصلي ما بدا له ولا ينقض وتره ويدع وتره على ما كان وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك والشافعي وأهل الكوفة وأحمد وهذا أصح لأنه قد روي من غير وجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى بعد الوتر .
قال العلماء : من صلى الوتر بعد العشاء ثم أراد أن يقوم الليل فليصل ما شاء ولكن لا يجوز له أن يوتر ، لأنه أوتر قبل ذلك .
فإذا خشى الإِنسان فوات صلاة الوتر عليه يستحب له أن يصليها فى أول الليل ، كما عند مسلم من حديث جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل " .
و قال أبو معاوية أحد رواة الحديث : " محضورة " .
ومعنى محضورة تحضرها الملائكة .
وعند أبى داود بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : " متى توتر ؟ " قال : أوتر من أول الليل . وقال لعمر : " متى توتر ؟ " . قال : آخر الليل . فقال لأبي بكر : " أخذ هذا بالحزم " . وقال لعمر : " أخذ هذا بالقوة " .
واختلف العلماء إلى متى يقضى على أقوال :
أحدها : ما لم يُصل الصبح ، وهو قول ابن عباس وعطاء بن أبي رباح ومسروق والحسن البصري وإبراهيم النخعي ومكحول وقتادة ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي أيوب وأبي خيثمة حكاه محمد بن نصر .
ثانيها : أنه يقضي الوتر ما لم تطلع الشمس ولو بعد صلاة الصبح ، وبه قال النخعي .
ثالثها : أنه يقضى بعد الصبح وبعد طلوع الشمس إلى الزوال ، روي ذلك عن الشعبي وعطاء والحسن وطاووس ومجاهد وحماد بن أبي سليمان ، وروي أيضا عن ابن عمر .
قال ابن الملك فى قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الترمذى مرسلا : " مَنْ نَامَ عَنْ وِتْرِهِ فَلْيُصَلِّ إِذَا أَصْبَحَ " : أي فليقض الوتر بعد الصبح متى اتفق ، وإليه ذهب الشافعي في أظهر قوليه . وقال مالك وأحمد لا يقضي الوتر بعد الصبح انتهى . راجع تحفة الأحوذى
مسألة حديثية
أورد شيخنا العلامة الألبانى فى السلسلة الضعيفة حديث : [ إذا أصبح أحدكم ولم يوتر فليوتر ] . ( وأشار إليه بأنه ضعيف ) ثم قال : ولو صح الحديث حُمل على المعذور لقوله صلى الله عليه وسلم : " أوتروا قبل أن تصبحوا " . رواه مسلم .
ومن هذا يستبين أن صلاة الوتر لاتصلى بعد صلاة الفجر وترا كما جاء فى الصحيح ولكن يصليها من فاتت عليه إن أراذا والله عز وجل أعلى وأعلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم واجزل لكم الخير كله

السلاام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيكم جميعاً واحسن اليكم ......00