بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعـــــــد
اعلم رحمنى الله وإياك أن
مسألة قبض اليد اليمنى على اليسرى أو إرسالهما بعد القيام من الركوع مبنية على حديث محمد بن عمرو بن عطاء : أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد الساعدي أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته " رواه البخارى برقم " 794 "
ومسألة الخلاف بين من يقول بالإرسالومن يقول بالقبض هو اختلافهم فى كونها سنة مؤكدة أو كونها هيئة ، وهل ورد فى صفة صلاة النبى صلى الله عليه وسلم أخذ اليد اليسرى باليمنى أم لا ؟ والجواب المعتمد هو جواز القبض فى النفل وفى الفرض وهو مذهب الجمهور وحديث قبيصة بن هلب عن أبيه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمُّـنا فيأخذ شماله بيمينه " . رواه الترمذى برقم " 252 " وابن ماجة برقم " 809 " صححه شيخنا العلامة الألبانى ، يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضع اليمنى على اليسرى فى الصلاة .
ورُوي وَضْع اليمنى على اليسرى عن علي ابن أبى طالب وأبي هريرة و النخعي و سعيد بن جبير و الثوري و الشافعي وأصحاب الرأي وحكاه ابن المنذر عن مالك ولكن الذي عليه أصحاب مالك إرسال اليدين
قال العلماء : والحكمة في وضع إحداهما على الأخرى أنه أقرب إلى الخشوع ، ومنعهما من العبث .
أما وضع اليمنى على اليسرى ، فقد اختلف الفقهاء المحققون فى تأويل قول أبى حميد الساعدى فى وصف صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم : " حتى يعود كل فقار مكانه " .
فمنهم من قال : على هيئته قبل الركوع ــ وهى وضع اليد اليمنى على اليسرى ــ وهذا الأمر أعْمَلُ به فهو أقرب إلى الخشوع ويمنع المصلى من اللهو والعبث بيديه .
ومنهم من قال : على أصل الخلقة التى خلقه الله عليها وهى إرسال اليدين جانبا . ولهذا الرأى وجاهته ولا بأس به .
فلا يُنكر من يقول بالقبض على من يرسل اليدين ، ولا ينكر من يرسل يديه على من يقبضهما
ففى الدين يسر وبحبوحة ، وكلا الرأيين له وجاهته وأئمته الموثوقون المؤصلون الثقات.
يسر الله أمركم وجعلكم من أهل العلوم والفهوم
وجعلنى وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم آمــــــــين[justify]