منتدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى

قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 بحث : الحب فى الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ أبوالبراءالأحمدى
المدير العام
الشيخ أبوالبراءالأحمدى


عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 03/04/2008

بحث  :  الحب فى الله Empty
مُساهمةموضوع: بحث : الحب فى الله   بحث  :  الحب فى الله I_icon_minitimeالخميس 14 أبريل 2011, 7:13 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ماظهر منها وما بطن ، ونعوذ بك أن يكون حبنا لهوى نفس ، أو شهوة دنيوية ، فاللهم لا تجعل حبنا إلآ فيك ، ولا تجعل سعادتنا إلآ فى طاعتك ، ولا تجعل أنسنا إلآ بك ، ولا تجعل علمنا إلآ فيك وفى سنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين . اللهم آمين . أما وإنه قد سئلت عن الحب فى الله أيكون سببا فى ضلال المحب ؟ فتعجبت عجبا كبيرا !!! إذ كيف يكون الحب فى الله سببا من أسباب الشقاء والضلال ، فلو كان لله كان دائما مُستزادا ، ويظل فى زيادة إلى أن يكون منتهاه جنة عرضها السماوات والأرض ، قال الله تعالى مصورا حال المؤمنين فى الجنة بعد أن منَّ عليهم فى الدنيا بحبِّه وألَّفَ بين قلوبهم فيها : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)} سورة الأعراف
وقال الله تعالى : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) } سورة فاطر .
وقال الله تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) } سورة الزمر
ومن المعلوم أن حب المنافقين هو الحب الدنيوى المبتور المزيف قال ابن الجوزى فى زاد المسير فى قوله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) } سورة النساء : قال قتادة : والله لولا الناس ما صلى المنافق . وفي تسمية ذكرهم بالقليل ثلاثة أقوال .
أحدها : أنه سُمّي قليلاً ، لأنه غير مقبول ، قاله علي رضي الله عنه ، وقتادة .
والثاني : لأنه رياء ، ولو كان لله ، لكان كثيراً ، قاله ابن عباس ، والحسن .
والثالث : أنه قليل في نفسه ، لأنهم يقتصرون على ما يظهر ، دون ما يخفى من القراءة والتسبيح .
وحاشا وكلا أن يكون حب المؤمن الخاشع الذاكر يكون سببا فى ضلاله لأنه كان مستمدا من أمر الله إذ ألَّف بين قلوب المؤمنين ، فأردت أن أذكر بحثا فى الحب فى الله مستعينا به سبحانه وبحمده ، عسى الله أن يأتى بالفتح فنُغـيرُعلى مداخل الشيطان ، فنسدها كى يصبح المؤمن المحب بصيرا بأمره ، مُستزادا فى حبه ، قد تآلف قلبه مع قلوب المؤمنين . فأقول وبالله التوفيق وإليه الملجأ فهو المستعان وعليه التكلان ، فهو نعم المولى ونعم النصير .
{ الحب في اللغة }
الحب فى اللغة : يطلق في اللغة على صفاء المودة . والمحبة كما يقول أئمتنا : هى إرادة ماتراه أو تظنه خيرا . والحب : كلمة دائرة على ألسنة الناس ، رمزا لتعلق القلوب وميلها إلى ما ترضاه وتستحسنه .
جاء في لسان العرب مادة " حبب " : " الحب : نقيض البغض . والحب : الوداد والمحبة . . . وأحب فهو محب . . . والمحبة أيضا : اسم للحب . وتحبب إليه تودَّد . وامرأة محبة لزوجها ، ومحب أيضا . والحِبُّ : الحبيب ، مثل خدن وخدين . والحب : المحبوب ، وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه ، يدعى حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وحببت إليه : صرت حبيبا . وهم يتحابون : أي يحب بعضهم بعضا . والتحبب : إظهار الحب " .
{ فصـــــــــــل }
{الحب قوة فى القلب تحرك الإرادة }
والأصل فى الحب أنه قوة في القلب تحرِّك إرادة الإنسان لتحصيل الشئ الذى تحبه أصلا ، لأن النفس تميل إلى الشيء المحبب إليها وتركن إليه فيكون محبوبا إليها ، وهى كذلك تدفع الشئ الذى تكرهه تبعا ، لأن النفس تبغض الشئ الذى تكرهه وتنفر منه فيكون مكروها لديها .
وقال الراغب الأصفهانى فى كتابه المفردات فى غريب القرآن : " حببت فلانا يقال في الأصل بمعنى : أصبت حبة قلبه ، نحو : شغفته وكبدته وفأدته .
وأحببت فلانا : جعلت قلبي معرضا لحبه ، لكن في التعارف وضع محبوب موضع محب ، واستعمل حببت أيضا في موضع أحببت" .
ثم يقول الراغب الأصفهانى ــ بتصرف ــ : والمحبة إرادة ما تراه خيرا أو تظنه خيرا . وهي على ثلاثة أوجه :
1- محبة للذة ، كمحبة الرجل المرأة ، ومنه : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ "8" } سورة الإنسان .
2- محبة للنفع ، كمحبة شيء ينتفع به ، ومنه : { وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ "13" } سورة الصف .
3- ومحبة للفضل ، كمحبة أهل العلم بعضهم لبعض من أجل العلم وطيب الصحبة وابتغاء مرضاة الله .
ومن هنا نرى أن الراغب الأصفهانى فسر المحبة بإرادة ما يراه الإنسان أويظنه الإنسان خيرا ، قال الله تعالى : { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) } سورة التوبة فكلمة "يحبون " معناها يريدون " .
ومن العلماء من يرى أن المحبة أبلغ من الإرادة ، فقالوا : لأن كل محبة إرادة ، وليس كل إرادة محبة .
إلآ أن القاضي عياض عرَّف المحبة تعريفا آخر بين فيه أن المحبة : هى ميل الإنسان إلى ما يوافقه .
فقال القاضي عياض فى كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى : وحقيقة المحبة : الميل إلى ما يوافق الإنسان ، وتكون موافقته له ــ على أمور ثلاثة ــ :
1 - إما لأستلذاذه بإدراكه كحب الصور الجميلة والأصوات الحسنة والأطعمة والأشربة اللذيذة وأشباهها مما كل طبع سليم مائل إليها لموافقتها له .
2 - أو لاستلذاذه بإدراكه بحاسة عقله وقلبه معاني باطنة شريفة كحب الصالحين والعلماء ، وأهل المعروف المأثور عنهم السير الجميلة والأفعال الحسنة ، فإن طبع الإنسان مائل إلى الشغف بأمثال هؤلاء .
3 - أو يكون حبه إياه لمرافقته له من جهة إحسانه له وإنعامه عليه فقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها.
{ فصــــــــــــل }
فالأخوة والمحبة والخِلة مراتب بعضها أخص من بعض : قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى : الخلة أخص من مطلق المحبة ، بحيث هي من كمالها ، وتخللها المحب ، حتى يكون المحبوب بها محبوبا لذاته لا لشيء آخر . إذ المحبوب لشيء غيره هو مؤخر في الحب عن ذلك الغير ، ومن كمالها لا تقبل الشركة والمزاحمة لتخللها المحب ففيها كمال التوحيد وكمال الحب . فالخلة تنافي المزاحمة وتقدم الغير بحيث يكون المحبوب محبوبا لذاته ، محبة لا يزاحمه فيها غيره ، وهذه محبة لا تصلح إلا لله ، فلا يجوز أن يشركه غيره فيما يستحقه من المحبة ، وهو محبوب لذاته وكل ما يحب غيره - إذا كان محبوبا بحق - فإنما يحب لأجله وكل ما أحب لغيره فمحبته باطلة " فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله تعالى " . وإذا كانت الخلة كذلك فمن المعلوم أن من أنكر أن يكون الله محبوبا لذاته ينكر مخاللته . وكذلك أيضا إن أنكر محبته لأحد من عباده فهو ينكر أن يتخذه خليلا بحيث يحب الرب ويحبه العبد على أكمل ما يصلح للعباد .
{ الحب فى الشرع }
أما في الشرع فقد ورد لفظ الحب في القرآن والسنة بكل جوانبه الشرعية والفطرية .
فجاء لفظ الحب في القرآن والسنة لبيان حب الله لعباده المؤمنين : فأخبر أنه يحب كل تائب متطهر لايبدل ولايغير فقال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "222" } سورة البقرة .
وجعل اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته فى كل ماجاء به طاعة له سبحانه وبحمده وطاعة الله من محبته سبحانه وبحمده فقال الله تعالى : { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) } سورة النساء
وأخبر أنه سبحانه وبحمده لايضره من ارتد عن دينه وكفر به فبقدرته يأتى بمن يحبه ويعبده فقال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "54" } سورة المائدة . ومدح المجاهدين فميزهم بحبه ووصفهم بالثبات والتوحد فى الوجهة فقال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ "4" } سورة الصف
وعن البخارى ومسلم من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : عن أنس بن مالك (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : { متى الساعة يا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ؟ قال : ما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ، ولكني أحب الله ورسوله . قال : أنت مع من أحببت } .
{ فصــل فى : جوانب الحب الفطرية }
والجوانب الفطرية مثل حب الآباء للأبناء والأزواج وحبهم كذلك .
قال الله تعالى : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ "14" } سيرة آل عمران .
وكذلك ذكر الله عز وجل حب المال مبينا مقدار حب الناس له فقال الله تعالى : { وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا "20" } سورة الفجر .
وعند البخارى من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان حب المال وطول العمر } .
{ فصــل فى : الألفة من المحبة }
والألفة من المحبة بل هى درجة أعلى من المحبة لأنها اختُصَّت بالله وحده فلا يستطيع تأليف القلوب إلآ خالقها قال الله جل وعلا : { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) } . سورة الأنفال
قال الطبرى: يريد جل ثناؤه بقولهSad وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) ، وجمع بين قلوب المؤمنين من الأوس والخزرج ، بعد التفرق والتشتت ، على دينه الحق ، فصيَّرهم به جميعًا بعد أن كانوا أشتاتًا ، وإخوانًا بعد أن كانوا أعداء.
يقول جل ثناؤه: والذي فعل ذلك وسبَّبه لك حتى صاروا لك أعوانًا وأنصارًا ويدًا واحدة على من بغاك سوءًا هو الذي إن رام عدوٌّ منك مرامًا يكفيك كيده وينصرك عليه ، فثق به وامض لأمره، وتوكل عليه.
وعند ابن أبى حاتم : عن فضيل بن غزوان، قال : أتيت أبا إسحاق بعد ما ذهب بصره، فقلت : يا أبا إسحاق، تعرفني ؟ فقال : أي والله، إني لأعرفك ، وإني لأحبك في الله ، ولولا الحياء منك ، لقبلتك، ثم قال : ثنا أبو الأحوص، عن عبد الله ابن مسعود في قوله : " " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم " ، قال : نزلت في المتحابين في الله".
والمعنى : { لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا } على تأليف قلوبهم واجتماعها على محبة بعضها بعضا مااستطعت أن تؤلف هذه القلوب ولكن الله ألَّف بينها بقدرته ومشيئته ،
و قال ابن عطية : ولو ذهب ذاهب إلى عموم المؤمنين في المهاجرين والأنصار وجعل التأليف ما كان بين جمعهم فكل يألف في الله .
وقال عبد الرازق: أخبرنا مَعْمَر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: إن الرحم لتقطع، وإن النعمة لتكفر، وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء، ثم قرأ: { لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } رواه الحاكم فى المستدرك .
وقال أبو عمرو الأوزاعي : حدثني عبدة بن أبي لُبَابة، أنه لقى مجاهد فأخذ بيده فقال : إذا تراءى المتحابان في الله ، فأخذ أحدهما بيد صاحبه ، وضحك إليه ، تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر . قال عبدة : فقلت له : إن هذا ليسير! فقال : لا تقل ذلك ، فإن الله تعالى يقول : { لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } . قال عبدة: فعرفت أنه أفقه مني .
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن يمان ، عن إبراهيم الخوزي ، عن الوليد بن أبي مغيث ، عن مجاهد قال: إذا التقى المسلمان فتصافحا غـُفـر لهما ، قال: قلت لمجاهد : بمصافحة يُغفر لهما ؟ فقال مجاهد : أما سمعته يقول: { لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } ؟ فقال الوليد لمجاهد: أنت أعلم مني.
وقال ابن عون ، عن عمير بن إسحاق قال: كنا نحدث أن أول ما يرفع من الناس - أو قال : عن الناس - الألفة.
وقال سفيان الثوري: بلغني أنه إذا كان أول الليل نادى مناد ليقم القانتون فيقومون كذلك يصلون إلى السَّحر، فإذا كان عند السَّحر نادى مناد : أين المستغفرون فيستغفر أولئك، ويقوم آخرون فيصلون فيلحقون بهم ، فإذا طلع الفجر نادى مناد: ألا ليقم الغافلون فيقومون من فرشهم كالموتى نشروا من قبورهم .
{ فصــــــــــــل }
وروي عن أنس أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله ــ عز وجل ــ يقول : إني لأهُمُّ بعذاب أهل الارض فإذا نظرتُ إلى عمَّار بيوتي وإلى المتحابين فيَّ وإلى المتهجدين والمستغفرين بالأسحار صرفت عنهم العذاب بهم ".
قال مكحول: إذا كان في أمة خمسة عشر رجلا يستغفرون الله كل يوم خمسا وعشرين مرة لم يؤاخذ الله تلك الأمة بعذاب العامة.
وقال الله عز وجل : " الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) " سورة الزخرف
قال البغوى : { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ } إلا المتحابين في الله عز وجل على طاعة الله عز وجل.
وقال أبو حاتم : فى قوله تعالى : " إخوانا على سرر متقابلين " : المتحابين في الله في الجنة ينظر بعضهم إلى بعض.
فالمتحابون في الله على طاعة الله وهم الموحدون الذين يخال بعضهم بعضا على الإيمان والتقوى فإن خلتهم لا تصير عداوة .
وفى قوله تعالى : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) } . سورة البقرة
جعل الإيمان هو الاستمساك بالعروة الوثقى التي لا تنفك عقدتها فهي في نفسها محكمة مبرمة قوية ورباطها قوي شديد ولهذا قال الله عز وجل : { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } .
قال مجاهد فى قوله تعالى : { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } يعني: الإيمان. وقال السدي: هو الإسلام وقال ابن عباس : هو لاإله إلآ الله . وقال سعيد بن جبير والضحاك: يعني لا إله إلا الله. وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: { بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } : القرآن.
وعن سالم بن أبي الجعد قال: هو الحب في الله والبغض في الله . وكل هذه الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها.
وقال شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب فى القول السديد شرح كتاب التوحيد : واعلم أن أنواع المحبة ثلاثة أقسام :
الأول : محبة الله هي أصل الإيمان والتوحيد .
الثاني : المحبة في الله وهي محبة أنبياء الله ورسله وأتباعهم ، ومحبة ما يحبه الله من الأعمال والأزمنة والأمكنة وغيرهم ، وهذه تابعة لمحبة الله ومكملة لها .
الثالث : محبة مع الله وهي محبة المشركين لآلهتهم وأندادهم من شجر وحجر وبشر وملك وغيرها وهي أصل الشرك وأساسه .
وهنا قسم رابع : وهو المحبة الطبيعية التي تتبع ما يلائم العبد ويوافقه من طعام وشراب ونكاح ولباس وعشرة وغيرها ، وهذه إذا كانت مباحة ، فإن أعانت على محبة الله وطاعته دخلت في باب العبادات ، وإن صدت عن ذلك وتوسل بها إلى ما لا يحبه الله دخلت في المنهيات ، وإلا بقيت من أقسام المباحات .
وقال الأثرى فى كتابه الوجيز في عقيدة السلف الصالح ومن أصول عقيدة السلف الصالح ؛ أهل السنة والجماعة : الحب في الله والبغض في الله ، أي الحب والولاء للمؤمنين ، والبغض للمشركين والكفار والبراءة منهم ، قال الله تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } وقال تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } .
فصـــــل : فى من انشغل بحب محبوبه عن الله
أما من احب حبيبه حتى سار حبه شاغلا له عن كل شئ ، ثم سار حبه أحب إليه من الناس أجمعين ثم سار حبه أحب إيه من حبه للإله الذى خلقه أو يحبه كحب الله قال الله تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله } [ البقرة : 165 ]
قال الشيخ الفوزان فى كتاب التوحيد : فمن أحب مخلوقا مثل ما يحب الله فهو مشرك . ويجب الفرق بين الحب في الله والحب مع الله ، فهؤلاء الذين اتخذوا القبور أوثانا تجدهم يستهزءون بما هو من توحيد الله وعبادته ، ويعظمون ما اتخذوه من دون الله شفعاء ، ويحلف أحدهم اليمين الغموس كاذبا ولا يجترئ أن يحلف بشيخه كاذبا . وكثير من طوائف متعددة ترى أحدهم يرى أن استغاثته بالشيخ إما عند قبره أو غير قبره أنفع له من أن يدعو الله في المسجد عند السَّحَـر . ويستهزئ بمن يعدل عن طريقته إلى التوحيد . وكثير منهم يخربون المساجد ويعمِّرون المشاهد . فهل هذا إلا من استخفافهم بالله وبآياته ورسوله وتعظيمهم للشرك ، وهذا كثير وقوعه في القبوريين اليوم .
فصــــل فى : فضل المتحابين فى الله
وعند الترمذى من حديث معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : " المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " .
وعند السيوطى فى الجامع الصغير بسند صحيح من
حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله و المعاداة في الله والحب في الله و البغض في الله عز و جل " .
وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى ، فأرصد الله على مدرجته ملكا ، فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال لا غير أني أحبه في الله . قال : فإني رسول الله إليك : إن الله قد أحبك كما أحببته فيه " .
فالحب في الله والبغض في الله من أوثق عُـرى الإيمان، والمؤمن مأمور بمحبة المؤمنين والصالحين ، ومأمور أيضا ببغض الكافرين ، وهذه المحبة والبغض دين يتقرب به إلى الله ، ويُحشر المرء يوم القيامة مع من أحب في هذه الدنيا .
والحب في الله : هو أن تحب شخصا لأنه مطيع لله ، ويزداد الحب له كلما ازدادت طاعته لله ، وهذا الحب من أفضل الأعمال ، لأنه لا يكون إلا خالصا لله ، سالما من الأغراض الدنيوية ، وجزاؤه محبة الله لصاحبه ، وأنه يُظله في ظله يوم القيامة يوم لا ظلَّ إلآ ظله .
قال يحيى بن معاذ : حقيقة الحب في الله أن لا يزيد في البر ولا ينقص بالجفاء .
وبين شيخنا العلامة الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى فى كتاب الفوائد ، أن الحب فى الله والبغض فى الله من تمام الإيمان فقال عن الإيمان : هو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما ، والتصديق به عقدا ، والإقرار به نطقا ، والانقياد له محبة وخضوعا ، والعمل به باطنا وظاهرا ، وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان ، وكما له في الحب في الله ، والبغض في الله ، والعطاء لله ، والمنع لله ، وأن يكون الله وحده إلهه ومعبوده ، والطريق إليه تجريد متابعة رسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا ، وتغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله ورسوله .
ومن هنا يتضح لنا أن الحب علاقة متبادلة بين الله تعالى وبين عباده المؤمنين . ولكن لا بد لنا هنا أن نعتقد عقيدة أن حب الله لعباده صفة من صفاته منزهة عن مشابهة صفات المخلوقين ، وتؤكد ذلك النصوص الواردة فى الكتاب والسنة تأكيدا لا يحتاج لدليل . وجمهور سلف الأمة على إثبات حب الله لعباده كصفة من صفاته ، كما يليق بذاته سبحانه ، بلا تكيف ولا تأويل ولا مشاركة للمخلوق في شيء من خصائصها ، كما أنهم يثبتون أن محبة العباد لربهم وخالقهم محبة حقيقية قلبية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى ــ بتصرف ــ : {وهذه المحبة حق كما نطق بها الكتاب والسنة ، والذي عليه سلف الأمة وأئمتها وأهل السنة والحديث وجميع مشايخ الدين المتبعون وأئمة التصوف أن الله سبحانه محبوب لذاته محبة حقيقية ، بل هي أكمل محبة ، فإنها كما قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ "165" } سورة البقرة ، وكون أن الذين آمنوا أشد حبا لله فهو سبحانه وبحمده يحب عباده المؤمنين محبة حقيقية } .
{ فصـــــــــــــــل }
قال الله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) } سورة آل عمران
قال ابن الجوزى فى زاد المسير : قوله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } في سبب نزولها أربعة أقوال .
أحدها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقف على قريش ، وقد نصبوا أصنامهم يسجدون لها ، فقال : يا معشر قريش : «لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم» . فقالوا : يا محمد إِنما نعبد هذه حباً لله ، ليقربونا إلى الله زلفى " ، فنزلت هذه الآية . رواه الضحاك عن ابن عباس .
والثاني : أن اليهود قالوا : نحن أبناء الله وأحبَّاؤه ، فنزلت هذه الآية ، فعرضها النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ، فلم يقبلوها ، رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثالث : أن ناساً قالوا : إنّا لنحب ربنا حبّاً شديداً ، فأحب الله أن يجعل لحبه علماً ، فأنزل هذه الآية ، قاله الحسن ، وابن جريج .
والرابع : أن نصارى نجران ، قالوا : إنما تقول هذا في عيسى حباً لله ، وتعظيماً له ، فنزلت هذه الآية ، ذكره ابن اسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، واختاره أبو سليمان الدمشقي .
فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم معناها أن يملأ المسلم قلبه بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بحيث يتجلى فيه إيثاره صلى الله عليه وسلم على كل محبوب من أهل الدنيا ، سواء كانت نفسه أو والده ، وولده ، والناس أجمعين ، فهو الرسول الأعظم الذى بعثه الله بالخير لعباده والهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وأمر بمحبته ، وجعل حبه سبحانه وبحمده مشروطا بحبه صلى الله عليه وسلم ، محبته هي أساس طاعته ، والطاعة شرط للمحبة وثمرتها ، إلى غير ذلك من الأسباب الموجبة لمحبته عقلا ونقلا .
وجاء فى تفسير ابن أبى حاتم : أخبرنا أبو محمد الشافعي ، فيما كتب إلي قال : قرأ عمي على أبي ــ أو أبي على عمي ، الشك مني ــ ، عن سفيان بن عيينة ، وأنا أسمع سُئل عن قوله : المرء مع من أحب ، فقال : ألم تسمع قول الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) يقول يقربكم الحب وهو القرب ، قال : { وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } لا يُقرِّبُ الظالمين .
فالصلة بين محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم
هي صلة الفرع بالأصل ، والتابع بالمتبوع ، فمحبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبتنا لله عز وجل ، إذ هي الأساس للمحبة الإسلامية الشرعية ومصدرها ، وكل ما سواها من المحابِّ الشرعية تبع لها . وذلك كمحبة الأنبياء والصالحين ، ومحبة كل ما يحبه الله ورسوله ، ومحبة أهل الإيمان بعضهم بعضا.
وعلى ذلك فلا تنفك إحدى المحبتين عن الأخرى فمن أحب الله ، أحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك أحب سائر رسله ، فمحبة الرسول تبع لمحبة من أرسله . ولأجل هذا جاء حب الرسول صلى الله عليه وسلم مقترنا بحب الله عز وجل وثبت ذلك في جميع النصوص الشرعية .
قال تعالى : { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إنَّ الله لآ يَهْدى الْقَوْمَ الْفَاسِِقين} . فكل محبة لغير الله مردودة على المحب ، وكل محب يحشر لأجل غايتة لحبه ، " والمرء يحشر مع من أحب " . فحب المؤمنين غير حب أهل الهوى والمنافقين والمشركين والكافرين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى : وليس للخلق محبة أعظم ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم ، وليس في الوجود ما يستحق أن يُحبُّ لذاته من كل وجه إلا الله تعالى ، وكل ما يُحبُّ سواه فمحبته تبع لحبِّه ، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يُحَبُّ لأجل الله ويُطاع لأجل الله ويُتَّبع لأجل الله . كما قال تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } .
{ فصــــــــــــــــل }
والمحب لله عز وجل لابد له أن يجمع فى كيانه كله كمال الحب ، ولا بد له أن يحقق هذا الحب فى كمال ذل ، فكمال العبادة المترتبة على الحب لابد أن تكون الصفة الملازمة لها هى كمال الذل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والعبادة تجمع كمال الحب مع كمال الذل . فهم يحبونه أعظم مما يحب كل محب محبوبه كما قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } وكل ما يحبونه سواه فإنما يحبونه لأجله كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله : ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار } وفي الترمذي وغيره { أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان } . وهو سبحانه يحب عباده المؤمنين وكمال الحب هو الخلة التي جعلها الله لإبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم . فإن الله اتخذ إبراهيم خليلا . واستفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح من غير وجه أنه قال { إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا } وقال { لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله } يعني نفسه ولهذا اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة وأهل المعرفة أن الله نفسه يحب ويحب . وأنكرت الجهمية ومن اتبعهم محبته . وأول من أنكر ذلك الجعد بن درهم شيخ الجهم بن صفوان فضحى به خالد بن عبد الله القسري بواسط وقال : أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا . ثم نزل فذبحه . وهذا أصل ملة إبراهيم الذي جعله الله إماما للناس قال تعالى { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما } وقال { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا } . ومن قال : إن المراد بمحبة الله محبة التقرب إليه فقوله متناقض ؛ فإن محبة التقرب إليه تبع لمحبته . فمن أحب الله نفسه أحب التقرب إليه ومن كان لا يحبه نفسه امتنع أن يحب التقرب إليه .
{ فصــــــــــــــــــــــل }
روى الترمذى من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار }
وعند النسائى بلفظ : { ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وطعمه أن يكون الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب في الله وأن يُبغض في الله وأن توقد نارعظيمة فيقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا }
جاء فى شرح سنن النسائى : ( وأن يبغض كل ما يبغض في الله ) وحاصل هذا هو أن يكون الله تعالى عنده هو المحبوب بالكلية وأن يكون النفس مفقودا في جنب الله ، فلا يراها أصلا إلا لله ، من حيث كونها عبدا له تعالى ، وعند ذلك يصير النفس وغيره ، سواء الوجود هذا القدر في الكل فينظر إلى الكل بحد سواء ولا يرجح النفس على الغير أصلا ، بل رجح القريب إلى الله بقدر قربه على نفسه ، وحينئذ يظهر فيه آثار قوله عليه الصلاة والسلام : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . نعم هذا لا ينافي تقديم نفسه على غيره في الإنفاق وغيره لأجل أمر الله تعالى بذلك .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقا على حديث : { ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار } ، فهذا وافق ربه فيما يحبه ، وما يكرهه فكان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأحب المخلوق لله لا لغرض آخر ، فكان هذا من تمام حبه لله ، فإن محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب ؛ فإذا أحب أنبياء الله وأولياء الله لأجل قيامهم بمحبوبات الحق لا لشيء آخر ، فقد أحبهم لله لا لغيره .
{ فصـــــــــــــــــل }
وجاء فى فتاوى الإمام السبكى : والذي يظهر أن النفوس الطاهرة السليمة لا تبغض أحدا ولا تعاديه إلا بسبب إما واصل إليها أو إلى من تحبه أو يحبها أو توقع وصول ذلك فيحصل لها نفرة منه وينبو طبعها عنه ، ومن هذا الباب عداوتنا للكفار بسبب تعرضهم إلى من هو أحب إلينا من أنفسنا ، وعداوتنا لإبليس كذلك ولقصده أذانا ، وعداوتنا للحية والعقرب لتوقع الأذى منهما . والعداوة هي النفرة الطبيعية الحاصلة من ذلك وليس من شرطها الفرح بالمساءة ولا بالمسرة ولا المساءة بالمسرة كما قاله الفقهاء . انتهى
وفى الصحيح عن أبي هريرة رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " في رجل زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال له الملك: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية أسلم عليه، قال: هل له عليه قرض؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك يعلمك أنه قد أحبك كما أحببته فيه " .
وأتى في معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة من الأخبار، قال في بعضها كما جاء فى الموطأ من حديث أبى مسلم الخولانى : إن الله تعالى ذكره، قال : " حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وإن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور " .
ومحبة الله تعالى لعباده : هى كنز الكنوز ، فهى رضاه عنخ ، وإنعامه عليه .
ومحبة العبد لربه : قصر العبادة عليه ، وطلب الزلفى إليه ، ودوام حمده وشكره وتمجيده .
والذين يحبهم ربهم هم المتحلون بالصفات الحميدة ، فهم المحسنون ، وهم المتقون ، والذين هم على ربهم يتوكلون ، وهم المتطهرون ، والذين هم على ربهم يتوكلون ، وهم المجاهدون ، وهم الصابرون ، وهم المستغفرون ، وهكذا من الصفات الحميدة التى يتحلى بها حبيب الرحمن .
قال يحى ابن معاذ : على قدر حبك لله تعالى يحبك الخلق .
وقال حاتم الأصم : من ادعى حب الله من غير ورع عن محارمه فهو كذاب .
وقال سهل بن عبد الله التسترى : علامة حب الله حب القرآن ، وعلامة حب القرآن حب النبى صلى الله عليه وسلم ، وعلامة حب النبى صلى الله عليه وسلم ، حب االسنة ، وعلامة حب الله ، وحب القرآن ، وحب النبى صلى الله عليه وسلم ، وحب السنة ، حب الآخرة ، وعلامة حب الآخرة أن يحب نفسه ، وعلامة حب نفسه أن يبغض الدنيا ، وعلامة بغض الدنيا ، ألآ يأخذ منها إلآ الزاد والبلغة .
وعند البخارى من حديث عائشة رضي الله عنها : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف } .
قال الخطابي : " فيه وجهان أحدهما أن تكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر ، وأن الخيِّر من الناس يَحنُّ إلى شكله ، والشرِّيرُ يميل إلى نظيره , فالأرواح إنما تتعارف بسبب طباعها التي جُبلت عليها من الخير والشر . فإذا اتفقت الأشكال تعارفت وتآلفت ، وإذا اختلفت تناكرت وتنافرت , والأخرى أنه روي أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد فكانت تلتقي ، فلما ألبست بالأجساد تعارفت بالذكر الأول ، فصار كل منها إنما يعرف وينكر على ما سبق له من العهد المتقدم " .
فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم ، فتآلفت قلوبهم على الإسلام حتى صاروا إخوانا متحابين بجلال الله، متواصلين في ذات الله، متعاونين على البر والتقوى، قال الله تعالى فيهم : { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم } .
قال ابن رشد فى تلخيص الخطابة : وصلاح الحال بكثرة الإِخوان قد يوجد فاعلا لأَشياء كثيرة من الخيرات.وذلك إِذا كانت الصداقة التي بينهما من أجل المحبة نفسها، لا إِن تكون المحبة بينهما من أجل شيءٍ آخر.فإِن الإِخوان اللذين بهذه الصفة هم يفعلون الكرامة والتمجيد بغير ذلك مما يجري مجراهما من الخيرات.وذلك يكون منهم بالقول والفعل.فإِن الأَقوال والأَفعال التي تفعل بها الكرامة والتمجيد وغير ذلك مما يجري مجراهما هي خير ونافع.
ويقول شيخنا ابن عثيمين فى خطبة له : فحققوا أيها المؤمنون هذه الإخوة بالتحاب بينكم والتآلف ومحبة الخير بعضكم لبعض والتعاون على الخير وفعل الأسباب التي تقوي ذلك وتنميه واجتناب الأسباب التي تضعف ذلك وتنقصه ، فالأمة لا تكون أمة ، ولا يجتمع لها قوة حتى تكون كما وصفها نبيها صلى الله عليه وسلم بقوله : { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا } . ـــ قلت : وفى الحديث ، ثم شبك أصابعه ، والحديث متفق عليه من حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه ـــ . أيها الإخوة : لقد شرع الله لكم ما يقوي اتحادكم ، وينمي المحبة بينكم ، ويزيل العداوة والفرقة ، شرع لكم أن يسلم بعضكم على بعض ، فالسلام يغرس المحبة والألفة ، والهجر يوجب البغضاء والوحشة ، فإذا لقي بعضكم بعضا فليسلم عليه ، وخيركم من يبدأ بالسلام ، وليجبه المسلم عليه ببشاشة وانطلاق وجه بجواب يسمعه ، ويكون مثل سلامه أو خيرا منه ، وشرع لكم أن يعود بعضكم بعضا إذا مرض ، فعيادة المريض تجلب المودة ، وترقق القلب ، وتزيد في الإيمان ، وتوجب الثواب .
{ فصــــــــــــــــل }
من كان فيه إيمان ويفعل المعصية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى جامع الرسائل : ومن كان فيه إيمان وفيه فجور أعطى من الموالاة بحسب إيمانه ومن البغض بحسب فجوره ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي كما يقوله الخوارج والمعتزلة، ولا يجعل الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون بمنزلة الفساق في الإيمان والدين والحب والبغض والموالاة والمعاداة، قال الله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين - إلى قوله - إنما المؤمنون أخوة) فجعلهم أخوة مع وجود الاقتتال والبغي، وقال تعالى (أفنجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار؟) .
{ فصـــــــــــل }
{ تغليظ الأمر على من عادى أولياء الله وأحبابه }
روى البخارى فى كتاب الرقاق من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينَّه ، ولئن استعاذني لأعيذنَّه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن،يكره الموت وأنا أكره مساءته }.
وعند ابن حبان بسند صحيح من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء ، قيل : من هم لعلنا نحبهم ؟ قال : هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب ، وجوههم نور ، على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، ثم قرأ : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .
وعند أبى داود بسند صحيح من حديث عمر بن الخطاب قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى . قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم ؟ قال : " هم قوم تحابُّوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور،وإنهم على نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، وقرأ هذه الآية ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
وعند السيوطى بسند حسن من حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أولياء الله تعالى : الذين إذا رءوا ذكر الله تعالى " .

وأولياء الله هم الذين يذكر الله لرؤيتهم ، كما فى الحديث الصحيح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى الرسائل : والولي : من الولي وهو القرب، كما أن العدو من العدو، وهو البعد فولي الله من والاه بالموافقة له في محبوباته ومرضياته وتقرب إليه بما أمر به من طاعاته وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح الصنفين المقتصدون أصحاب اليمين وهم المتقربون إلى الله تعالى بالواجبات والسابقون المقربون وهم المتقربون بالنوافل بعد الواجبات. وذكرهم الله في سورة فاطر والواقعة والإنسان والمطففين وأخبر أن الشراب الذي يروى به المقربون بشربهم إياه يمزج لأصحاب اليمين. والولي المطلق هو من مات على ذلك فأما إن قام به الإيمان والتقوى وكان في علم الله تعالى أنه يرتد عن ذلك فهل يكون في حال إيمانه وتقواه ولياً لله أو يقال لم يكن ولياً لله قط لعلم بعاقبة هدايته؟ قولان للعلماء .
فهذا هو الحب فى الله ، وهذه صفات المتحابون فى الله ، وهؤلاء المتحابون هم أولياء الله ، وأولياء الله لا يحبون ولا يرضون إلا من أحبه الله ورضيه ، وأن الله لا يحب الظالمين فأولياء الله لايحبونهم ، وكون أن أولياء الله لا يحبون الظالمين ، فلا ينصروهم ولايشفعوا لهم فقد قال الله تعالى : { وما للظالمين من أنصار } وقال عز وجل :{ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } ولأن الشفاعة لا تكون إلا في زيادة التفضُّل ، وأهل التفضل وزيادته إنما هم أهل الثواب بدليل قوله سبحانه وبحمده { ويزيدهم من فضله } فلا يكون الفضل إلآ لأهل الله المتحابون فى الله ، المتباذلون فى الله ، المتزاورون فى الله ، فهم فى ظل الله عز وجل ، ففى الحديث الذى عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " .
فاللهم اجعلنا من المتحابين فيك المتزاورين فيك المتباذلين فيك ، واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، واجعلنا على كراسى من نور فى ظلك ياربنا يوم لا ظل إلآ ظلك ، واسقنا من حوض نبيك شربة لا نظمأ بعدها أبدا ، وارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة ، واجعلنا فى صحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومتعنا بلذة النظر إلى وجهك الكريم يارب العالمين ، يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك .
اللهم آمين

وكتبه العبد الفقير إلى ربه الغنى
أبى البراءالأحمدى
غفر الله له ولوالديه ولمشا
ئخه وإخوانه
والمسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث : الحب فى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحب في الله
» عبادة الحب في الله
» صور من أنواع الحب
» يارسول الله
» هل الله موجود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى :: منبر الشيخ أبوالبراءالأحمدى-
انتقل الى: