..رحلة العمر على هذه الأرض تمضي وتتفلت من الإنسان وهو يرى ,وتمر مر السحاب وهو لا يشعر فدقات القلب تتسارع ..والأنفاس تتلاحق ..فها نحن قبل عام ودعنا رمضان وها نحن اليوم نستقبله ومابين الفراق واللقاء أحد عشر شهرا ًحافلا بالأحداث في حياتنا..فقد ودعنا حبيبا واستقبلنا مولودا..وغيب الموت صاحباً..فسبحان مصرف الأيام. وكلنا نسير في الرحلة..الرحلة إلى الدار الآخرة..جادون في المسير ولكن سرعان ما يترجل الواحد عن صهوة هذه الدنيا وينزل في باطن الأرض مسجا بكفن معطر بسدر وحنوط..فإن أهمك الأمر وأفزعتك دورة الأيام وأردت أن ترسمي واقعاً مغايراً لما مضى من الشهور..فاقصدي باب التوبة..واطرقي جادة العودة وإن كنت عازمة على السير بلا توقف فقولي ..لعله آخر رمضان في حياتي ولعلي لا أعيش سوى هذا العام ..ولا تستكثري عليك هذا التصور ..واستنهضي همتك وأري الله منك خيراً و اجعلي رمضان هذا العام مميزاً بالطاعة وجمليه بصدق الالتجاء إلى الله عز وجل ..واحمدي الله أن مد في عمرك لتستدرك ما فات.